تقع ولاية غرداية شمالي صحراء الجزائر، وتُقدّر مساحتها الإجمالية بـ 19 729 كلم2 ، ويزيد عدد سُكانها عن 334,754 نسمة، وهم من ذوي الأصول الأمازيغية، والأصول العربية، وأيضًا يسكنها مجموعةٌ من البدو الرُحّل الذين استقروا فيها، تعود غرداية إلى غابر العصور فهي من أقدم المناطق الجزائرية وأعرقها، ماجعلها تحتضن الكثير من المناطق الأثرية المُدرجة ضمن قوائم التُراث الإنساني العالمي حسب تقييم منظمة اليونيسكو لها.
المناخ في ولاية غرداية
يسودها المناخ الصحراوي الجاف؛ وذلك بسبب قربها من الصحراء، فيُكون فصل الشتاء فيها قارس البرودة وتشهد تساقطًا غزيرُا للأمطار فيه مع رياحٍ شديدة، أما فصل الصيف فيكون شديد الحرارة وجاف.
الاقتصاد في ولاية غرداية
ينشط القطاع الزراعي فيها وإنتاج مختلف المحاصيل الزراعي التي تغطي احتياجات الولاية، بالإضافة إلى ذلك فتشتهر الولاية بالصناعات التقليدية التي تتقنها مثل زربية غرداية والتي تُعدّ من أهم الصناعات التقليدية التي تلقى رواجًا كبيرًا، وذلك بجانب صناعة الألبسة الصوفية كالقندورة والفيلة والخمري، كما تشتهر الولاية بالنقش على النحاس والخشب وصناعة الجلود و الفخار والتحف الفنية.
السياحة في ولاية غرداية
يُمكن القول بأنّ غرداية هي جوهرة الجزاء، كيف لا وهي تأخذ ثقافتها وتقاليدها من تاريخها الغني، وترجع شهرتها إلى هندستها المعمارية التقليدية التي تُضفي طابعاً أصلياً عليها بالكامل والتي تجلت بمباني قصورها السبع، ونجحت الولاية بأنّ تصبح القطب السياحي الجزائري الثاني بعد الساحل، وتمثل واحدة من أكثر المناطق زيارةً في الجزائر، كما تزخر بكمٍ هائل من الآثار والمعالم التي ضمها إلى قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونكسو، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية غرداية:
قصر بنورة
يعود إلى عام 1048 ، ويتميز بموقعه على رأس تل يتقاطع في أسفله مع أحد روافد وادي عزويل، كما يُحاط بمقابرٍ ضخمة تشغل مساحات شاسعة، وله مكانة مهمة في الذاكرة الجماعية في ولاية غرداية، ويوجد في وسطه مسجد تأسس في القرن الحادي عشر الميلادي.
بني يزجن
وهي مدينة أثرية يبلغ عمرها أكثر من ألف عام، تتميز بالأسوارالقديمة التي تحيط بها، وتمتلئ بالمباني التاريخية المثيرة للاهتمام، وقد تم تصنيفها كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو.
وادي مزاب
يعود في تاريخه إلى العصر الطباشيري العلوي، وزيارته ستكون كفيلة بإبهارك إذ ستجد المدن المسوّرة التي تضم آثار القصور التاريخية العتيقة، بالإضافة إلى الأضرحة والمنازل والمساجد ذات الطابع المعماري المذهل، ويجذب هذا الوادي الكثير من محبي المغامرات والاستكشاف لاسيما أنّه وادٍ ضيّق في الصحراء الافريقية الكبرى وتتخلله الكثير من الواحات التي تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ومن الجدير بالذكر أنّه تم تصنيفه كتراث عالمي من قبل منظمة اليونيسكو.
وبهذا نكون قد قدمنا أبرز المعلومات عن هذه جوهرة الجزائر ألا وهي ولاية غرداية، ونأمل بأنّ يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.