تقع ولاية عنابة في شمال شرق الجزائر، وتبلغ مساحتها حوالي 1412 كم² ، ويزيد عن سُكانها عن 672,838 نسمة وهي بهذا تحتل المرتبة الرابعة من المدن الجزائريّة من حيث عدد السكان، وتتمتّع عنابة بماضٍ مثير يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتمتلئ بآثار العصر الحجري القديم وبقايا العصر الحجري الحديث، وتأسيسها وازدهارها يرجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد وهو عصر الفينيقيين والنوميديين، ولطالما اشتهرت عنابة بجمالها ما أدى إلى إطلاق اسم جوهرة الشرق عليها.
المناخ في ولاية عنابة
يسودها المناخ المتوسطي اللطيف، ويكون فصل الشتاء فيها دافىء وبارد ليلُا ومتذبذب الأمطار، أمّا فصل الصيف فهو حارّ ويتسم بالرطوبة العالية.
الاقتصاد في ولاية عنابة
تُعدّ عنابة من المراكز التجارية والصناعية المهمّة، فهي منفذ الجزائر الرئيسي في تصدير المعادن فهي تُعدّ المصدر الرئيسي للحديد والفوسفات، كما تحتضن ثالث أهم ميناء في الجزائر من حيث النشاط الاقتصادي إذ تكمن أهميته بنشاط التجارة فيه وصيد الأسماك، وبرز في عنابة العديد من الصناعات الأخرى مثل والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط، والكيماويات وتعليب الأغذية وإنتاج الفلين والإسمنت.
وبالتأكيد يزدهر النشاط الزراعي فيها فهي مليئة بالمزارع الخصبة وفيرة الخيرات، واشترهت بزراعة الحمضيات وتصديرها إلى جميع ولايات الجزائر والدول الأخرى، كما تشتهر بمحاصيل الحبوب وخاصة القمح.
أمّا القطاع السياحي فهو له بالغ الأثر في رفد وتحسين اقتصاد ولاية عنابة، وذلك لعدد السياح الهائل الذي تستقبله الولاية سنويًا، والتي توفر لهم مختلف الخدمات التجارية والمرافق الراقية.
السياحة في ولاية عنابة
تتميز ولاية عنابة بموقعٍ خلاب بتربع على شريط ساحلي رائع وبتضاريسٍ متنوعة في غاية الجمال، كما أنّها موطن للعديد من المعالم التاريخية والأثرية الواخرة بالثقافة والتي تعكس تراث الحضارات التي تعاقبت على أراضيها، ومن أهم الأماكن السياحية في ولاية عنابة:
كنيسة القديس أوغسطين
وهي من المواقع الآثرية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ، وبُنيت هذه الكنيسة في عام 1881 على قمة تل في مدينة عنابة تكريماً للطبيب القديس أوغسطين، وهي اليوم من أبرز المعالم السياحية إذ تقدم لمحة عن تاريخ المسيحية في ولاية عنابة . وتمتاز الكنيسة بجمالٍ يأسر الأنفاس وبهندسة معمارية راقية تجمع بين الطراز البيزنطي المغاربي والعمارة القوطية، ومن الجدير بالذكر أنّها تستقطب سنويًا آلاف السياح من مختلف الدول.
منارة كاب دي غارد
تعود إلى عام 1850، وتسمى أيضًا منارة رأس الحمراء، وتميزت بموقعها الرائع إذ تم بناءها على قمة صخرة ملونة حمراء مهيبة، إذ كان الهدف منها هو مساعدة الملاحة البحرية للسفن على الاقتراب من الأرض، أمّا حاليًا فيقصدها آلاف السياح سنويًا لمشاهدة اجمل المناظر البنورامية الساحرة التي تمتد على طول البصر.
جامع صالح باي
تميّز هذا المسجد بكونه أول مسجد ذو طابع معماري تركي أناضولي في الجزائر، إذ يمتلك مأذنة واحدة وهي المأذنة الوحيدة التي ترجع إلى العهد العثماني، بالإضافة إلى جمال أبوابه والأقواس المثزخرفة باللون الفيروزي الجميل والجدران التي تُزيّنها النقوش الإسلامية، وهو بهذا يشبه أيضًا المساجد الأندلسية العتيقة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي قدمنا فيه أبرز المعلومات عن جوهرة الشرق الرائعة وهي ولاية عنابة، وأخيرًا نأمل بأن يكون هذا المقال غنيًا بالمعلومات القيّمة.