تقع ولاية تيبازة في غرب الجزائر وتحديدًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 2166 كم²، أمّا عدد سُكانها يصل إلى 657,093 نسمة وهم خليط من العرب وذوي الأصول التركية والأمازيغ وهم الشناوة والشلاحة الذين لا يزالون يتكلمون الأمازيغية.
تعود تيبازة في تاريخها إلى عصورٍ غابرة، إذ أنّ أول من أنشأها هم الفينقيين وضموها إلى مستعمراتهم التجارية مما جعلها ذات مكانة كبيرة في العالم، كما أن كلمة تيبازة تُعني “الممر”، حيث كانت تستخدم كممر تجاري بالغ الأهمية بين مدينة الجزائر وبين مدينة شرشال، أمّا الرومان فقد أكملوا تشيدها فوق ثلاث تلال صغيرة، ثم بعدّها توالت الحضارات وتعاقبت على أراضيها، لذا تتميز تيبازة باحتوائها على مجموعة من الآثار الفنيقيّة، والرومانيّة، والبيلاكريوسيّة، والبيزنطيّة، هذا بالإضافة إلى احتوائها على المعالم الأثريّة الأصليّة لذا تم إدراجها ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 1982.
يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط، فتكون الأجواء معتدلة معظم أيام السنة، وفي فصل الصيف لا تكون درجات الحرارة جدًا مرتفعة إذ أنّ أكثر الشهور حرارة هو شهر أغسطس وتصل درجات الحرارة فيه إلى 30 درجو مئوية، أمّا فصل الشتاء فهو قارس البرودة وتتساقط فيه الأمطار بغزارة.
السياحة في ولاية تيبازة
يُمكن القول بأنّ تبيازة من أجمل الوجهات السياحية فى الجزائر، فهي تتمتع بإطلالة رائعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط لذا بها تشتهر بشواطئها النقية والصافية، بالإضافة إلى طبيعتها الغنّاء وجبالها العالية الباهرة، وبالتأكيد بأنّها تزخر بالآثار والمعالم التاريخية التي باتت اليوم من أهم الشواهد على عظمة الحضارات التي تعاقبت على تبيازة، ومن أهم الوجهات السياحية في تبيازة:
المتحف العمومي الوطني لشرشال
من المتاحف المميّزة التي تزخر بمجموعة كبيرة من القطع الأثرية المميّزة، والتي تتنوّع ما بين الرومانية والفينيقية واليونانية، ويوجد بها تماثيل ضخمة للإلاهين الرومانيين أسكليبيوس وباخوس وهم من أهم مقتنيات هذا المتحف.
الأطلال الرومانية
وهي بقايا الحضارة الرومانية الرائعة، وتتألف هذه الأطلال من عدد من المواقع التي تُعتبر الأفضل على الإطلاق في شمال القارة الافريقية، فهي عبارة عن سور المدينة والمدرّج الروماني والمعابد، وغيرها من المعالم التي تروي تاريخ تأسيس مدينة تيبازة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، لذا فهي تستقطب آلاف السياح سنويًا للاستمتاع بتأمل عظمة التاريخ.
سيدي راشد
وهي من أكبر البلدات في تيبازة، إذ تتمع بمساحةٍ كبيرة من الأراضي الزراعية الخصبة المٌناسبة للزراعة ولتربية المواشي، كما تزخر بالمعالم التاريخية والأثرية إذ تضم الضريح الموريطاني الواقع بها أو كما يٌسمى بقبر الرومية، وهو المكان الذي دفن فيه الملك الأمازيغي يوبا الثاني كليوپاترا سلينه الثانية.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، والذي نأمل بأن يكون ذو فائدة لكم.