تقع ولاية سطيف في شمال شرق الجزائر، وتبلغ مساحتها الإجمالية 6504 كم²، ويصل عدد سُكانها إلى 1,624,941 نسمة وهي بذلك ثاني أكبر ولاية من حيث الكثافة السكانية، وتعني كلمة سطيف باللغة العربية التربة السوداء ويطلق عليها الجزائريون اسم سطيف العالي وذلك لعلو هضابها، وتُعدّ سطيف من أهم الولايات الجزائرية وذلك لأنّها مركز اقتصادي هام فهي بمثابة العاصمة الاقتصادية في الجزائر، ولعلّ أهم مايُميزها هو اندماجها في الحضارة العربية الإسلامية.
نبتت هذه الولاية من رحم التاريخ، لتروي قصص من مرّ بها وسكنها وساعد في إنشاءها، إذ شهدت ولاية سطيف استقرار المجموعات البشرية الأولى في الشمال الأفريقي، إذ تدّل الأبحاث أنّ ما وجد فيها من بقايا عظام بشرية وحيوانية تعود إلى الزمن الجيولوجى الرابع.
المناخ في ولاية سطيف
يسودها المناخ المداري، فيكون طقسها لطيف ومعتدل بشكلٍ عام طيلة أيام السنة، وفي فصل الشتاء يكثر تساقط الثلوج ويتميز بانخفاض كبير في درجات الحرارة.
الاقتصاد في ولاية سطيف
خصوبة أراضيها الخضراء الشاسعة ساعد ازدهار النشاط الزراعي فيها، إذ اشتهرت بمحاصيل الحبوب لاسيما القمح والذي يُعدّ من أجود أنواع القمح في العالم، بالإضافة إلى الشعير، والشوفان، والخضروات، والباقوليات بجميع أنواعها، ومختلف أنواع الفاكهة، وذلك بجانب مهنة تربية المواشي بمختلف أنواعها، من أبقار، وماعزٍ، وضأن، كما اشتهرت بنوعية خاصة من الضأن، وهي من أجود أنواع الضأن، في العالم، كما تتميز الولاية بكثرة مؤسسات تربية الدواجن فيها إذ يغطي ما تنتجه احتياج الولاية وتُصدّر أيضًا لباقي ولايات الجزائر.
كما ازدهر النشاط الصناعي فيها بنوعيه الخفيف والثقيل، إذ ضمت الولاية في الآونة الأخيرة، الكثير من مصانع، الأجهزة الكهرومنزلية، والإلكترونية، والتي تُصدّر منتوجاتها إلى الكثير من الدول لاسيما الأفريقية منها، كما تتميز ولاية سطيف بنشاطاتها التجارية فهي تعج بالأسواق لاسيما أسواق الجملة وأسواق التجزئة، والتي من أشهرها سوق دبي والذي يُعدّ قطبًا اقتصاديًا بامتياز، فضلًا عن مهرجانات التسوق التي تقام سنويًا، والتي يقصدها آلاف الناس.
السياحة في ولاية سطيف
تُعدّ ولاية سطيف من الولايات التي تمتلك ثروة سياحية هائلة، كيف لا وهي غنية بالمناطق الأثريّة التي تعود لعصورٍ غابرةٍ من التاريخ، بالإضافة إلى تنوع تضاريسها الطبيعية، فهي تزخر بالمقومات الطبيعية من غاباتٍ كثيفة الأشجار وجبالٍ شاهقة الارتفاع وحمّامات المياه المعدنيّة السّاخنة، التي تستقطب العديد من السيّاح الذين يقصدونها للاستفادة من خصائصها العلاجيّة لاسيما أنّ مياهها غنيّة بالعناصر والمُركّبات التي تشفي من الأمراض، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية سطيف:
متحف جميلة
وهو جزء من المدينة الرومانية العريقة، ويتكون من ثلاث غرف مسقوفة تحتوي على المنحوتات والتماثيل الحجرية، كما يتميز بحديقةِ خارجية رحِبَّة تضم عدداً من شواهد القبور، وأهم ما يميّز هذا المتحف هو الأرضيات والجدران المُزيّنة برسومات الفسيفساء التي تُصوّر بعض الحكايات الأسطورية القديمة.
متحف سطيف الوطني
يحتضن متحف سطيف الوطني مجموعة مميّزة من المعروضات الآثرية الشاهدة على عظمة الحضارات التي تعاقبت على ولاية سطيف، ويتألف المتحف من عدّة قاعات وأقسام تعرض المقتنيات الفنية الإسلامية والمنحوتات والزخارف والأواني الفخارية الفاطمية والتماثيل الرومانية وغيرها، ويقصده آلاف السياح سنويًا للتعرف على هذه الحضارات، إذ تُعتبر زيارته بمثابة رحلة بين الحضارات القديمة التي تُساعد على فهم الماضي والحاضر بطريقةٍ ممتعة ومشوقة.
معبد سبتيمين
يعود في تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي، ويحظى بشعبية كبيرة بين أهالي الولاية والسياح القادمين من مختلف دول العالم، لاسيما مُحبي التصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية القديمة، فهو يتمتّع برونق تاريخي عريق يروي الكثيرعن روعة الحضارة الرومانية.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي نأمل بأنّ يكون ذو فائدة لكم.