تقع ولاية جيجل شرق الجزائر وهي ولاية ساحلية إذ يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 2.398 كم² ، أمّا عدد سُكانها فهو يصل إلى 703,114 نسمة ويرجع نسب سُكانها إلى حسب ابن خلدون لقبيلة كتامة، والتي تُعتبر من أقدم المدن الجزائرية، ولجيجل تاريخٍ عريق فهي تأسست منذ قديم الزمان على يد الفينيقيين.
أمّا بالنسبة لسبب تسميتها بهذا الاسم فكثرت الأراء والروايات، فمنهم من يقول أنّها فينيقية الأصل وأنّ كلمة إيجلجيلي تعني شاطئ الدوامة باللغة الفينيقية، أمّا إذا كان أصلها بربري فتعني من ربوةٍ إلى ربوةٍ، ولكن حدثت تغيراتٍ في اسم المدينة بتغير الحقب الزمنية، فتغيرت مثلاً من إيجيجيلي إلى جيجل الاسم الحالي.
المناخ في ولاية جيجل
يسودها المناخ المتوسطي، فيكون فصل الشتاء معتدل ورطب، أما فصل الصيف فيكون حارًا وجاف.
الاقتصاد في ولاية جيجل
تزخر الولاية برصيد تراثي غني في ميدان الصناعة التقليدية، إذ يوجد عدّة حرف ومهن تقليدية ساهمت في تطوير الفلاحة والتجارة وتسيير الأمور المعيشية فيها، والتي كانت بمثابة مصدر رزق أغلب سكان الولاية الذين كان يطغى عليهم الطابع الريفي نظرًا لطبيعة الولاية الجغرافية، واشتهرت الولاية بصناعة الفخار الذي لطالما كان يُتسخدم في الحياة اليومية بكثرة مثل جلب المياه من الآبار والينابيع، وتخزين المواد الغذائية كالقمح والزيت وغيرها من المواد، كما كانت تستعمل كأواني مطبخية لتقديم الطعام، بالإضافة إلى صناعة الحلى والمجوهرات اليدوية.
السياحة في ولاية جيجل
تتميز جيجل بكثرة سواحلها الجميلة وشواطئها المتلألئة بالمياه الفيروزية والرمال الذهبية التي تمتد حولها، كما تضم مجموعة متنوعة من المقومات الطبيعية المتمثّلة بالجبال العالية والغابات الخضراء والكهوف القديمة، وهذا ما جعل من جيجل واحدة من أهم الوجهات السياحية في الجزائر والتي يقصدها آلاف السياح سنويًا للتمته بجمالها، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية جيجل:
متحف كتامة
وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى القبيلة الشهيرة التي استقرت في القرن التاسع في الولاية، وهو متحف صغير يقع في مبنى يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، وتمّ افتتاحه في عام 1994، ويضم مجموعة من الآثار والمقتنيات القديمة التي تحكي قصة ولاية جيجل، كما يضم عينات من الحجارة التي يبلغ عمرها ألفي عام والتي داس على تربتها العديد من الحضارات، بالإضافة إلى مختلف المعروضات من الفنون التشكيلية والحرف اليدوية وغيرها الكثير.
منبع المشاكي
يُعدّ هذا المنبع المائي معجزة قلّ وجودها إذ تخرج المياه من وسط الجبال في منظرٍ باهر، إذ تخرج منه المياه لمدة 10 دقائق ثم تتناقص شيئًا فشيئًا حتى يقف تدفقها تمامًا ثم تعود متدفقة بقوة مرة أخرى، لذا فهو من أغرب المعالم السياحية في جيجل الأمر الذي جذب إليه ملايين السياح لمشاهدته في دهشة وحيرة، وأُطلق عليه هذا الاسم بسبب مجيء الأشخاص إليه في قديم الزمان لتقديم الشكوى لذلك سُمي بمنبع المشاكي.
حظيرة تازة الوطنية
من أبرز مناطق الجذب السياحي وذلك لاحتواءها على 420 نوعًا من النباتات، و134 نوعًا من الفطريات المختلفة، و15 نوعًا من الثدييات، كما تضم مجموعة نادرة الوجود ومتنوعة من الطيور المائية والبرية، كما تقدم الحديقة مختلف الخدمات والمرافق مثل أمكن الجلوس والتنزه ومسارات المشي والرياضة وغيرها الكثير.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي قدمنا فيه أبرز المعلومات عن ولاية جيجل والتي تُعدّ جوهرة السياحة في الجزائر، وأخيرًا نأمل بأنّ يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.